في زيارته الأولى.. ما الذي دفع أمريكي لشراء منزل بإيطاليا خلال 24 ساعة فقط؟

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- غالبًا ما يكون قرار شراء منزل من أصعب التجارب الحياتية التي يجب التفاوض بشأنها، إذ يتطلّب قضاء أسابيع من البحث عن الموقع المناسب. 

لذا، فإن العثور على موقع مناسب لشراء عقار في بلد آخر من المفترض أن يكون أكثر تعقيدا، ولكن ليس بالنسبة إلى بول ميليت.

وقد وصل ميليت إلى إيطاليا لأول مرة، وقبل أن ينقضي يومه الأول، كان قد اشترى منزلًا قديمًا جميلاً يتمتع بإطلالات رائعة وسط إقليم بزلكاتة بجنوب إيطاليا.

لكن ميليت، وهو محرر تلفزيوني مقيم في مدينة لوس أنجلوس، كان يعرف بالضبط ما كان يفعله. 

إيطاليا
يقول بول ميليت إنه سينفق حوالي 35 ألف دولار لتجديد العقارCredit: Vincenzo Castellano

وكان الرجل البالغ من العمر 54 عامًا يسعى وراء عروض بيع المنازل مقابل يورو واحد، أو ما يزيد قليلاً عن دولار واحد، في إيطاليا.

ولكنه سرعان ما أدرك أن هذه الأمور تأتي مع معضلة كبرى، أي الحاجة إلى إنفاق آلاف الدولارات لجعلها صالحة للعيش.

ويقول: "لقد قرأت مقالاً نشرته CNN حول العقارات التي تبلغ قيمتها يورو واحداً والتي عرضت في عام 2015، وقد أثار ذلك اهتمامي بالتأكيد".

ويضيف: "لا أستطيع أن أعبّر بالضبط عن سبب انجذابي إلى فكرة شراء عقار بقيمة يورو واحد وتجديده، لكنه كان يشغل تفكيري".

إيطاليا
يحتوي المنزل الذي اشتراه ميليت على غرفة نوم واحدة فقط ولكنه يحتوي على قبوين كبيرينCredit: Vincenzo Castellano

وبدلاً من ذلك، حوّل ميليت انتباهه إلى العقارات الأخرى التي، رغم أنها أكثر تكلفة كونها جاهزة للانتقال إليها، إلا أنها كانت لا تزال تباع بأسعار منافسة.

وبالنسبة له، كانت لاترونيكو، وهي قرية مذهلة تقع على قمة منحدر في بزلكاتة، بمثابة الوجهة المثالية. وقد باعت الوجهة منزلين فقط بسعر يورو واحد وركّزت جهودها بدلاً من ذلك على تفريغ المنازل التي خضعت للتجديد أو القابلة للسكن بثمن بخس من أجل إنعاش عدد سكانها المتضائل.

وبعد إدراج العقارات الفارغة عبر الإنترنت والتنسيق بين المالكين القدامى والجدد المحتملين، باعت حتى الآن 50 عقارًا، معظمها لمشترين أمريكيين.

ويقول ميليت إنه بدأ التخطيط للسفر إلى إيطاليا لشراء منزل في عام 2019، لكن جائحة كوفيد-19 أحبطت خططه. وتمكن أخيرًا من زيارة البلاد في عام 2022، بعد حضور حفل زفاف أحد الأصدقاء في أيرلندا.

وقد وقع اختاريه على قرية لاترونيكو نظرًا لأن السكان المحليين الذين يديرون برنامج مبيعات المنازل بدوا مستجيبين للغاية لاستفساراته، مقارنة بسكان المدن الأخرى ذات المنازل الرخيصة.

ويشير إلى أن أسعار المنازل في لاترونيكو كانت جذابة للغاية، خاصة بالنسبة لشخص قادم من لوس أنجلوس، وكانت عقاراتها في معظمها بحالة جيدة.

موطئ قدم للمستقبل

إيطاليا
ميليت، في الوسط، مع نائب رئيس بلدية لاترونيكو السابق، فينتشنزو كاستيلانو.Credit: Vincenzo Castellano

ويقول إن الجولة العقارية المصممة خصيصًا التي نظمها المسؤولون في لاترونيكو جعلته يقع في حب القرية، وقد انبهر تمامًا بجمالها والاستقبال الحار من قبل السكان المحليين.

ويضيف: "في نهاية اليوم، اشتريت منزلي وبدأت أفكر في التجديدات والمستقبل".

ويوضح أنّه يخطط للمجيء مرة واحدة على الأقل في السنة للابتعاد عن كل شيء

ويضيف: "سيكون المكان بمثابة موطئ قدم للسفر المستقبلي في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. ومن المحتمل أن أدرجه كعقار متاح لإيجار لقضاء الإجازة عندما لا أكون هناك للحفاظ على المكان على قيد الحياة ومشاركته مع العائلة والأصدقاء".

والمنزل المكون من غرفة نوم واحدة وتبلغ مساحته 60 مترًا مربعًا، اشتراه بتكلفة 12 ألف يورو، أي أقل بقليل من 13 ألف دولار. ويتوقع أن ينفق ما يصل إلى 35 ألف دولار على تجميله.

ويضم مكان الإقامة شرفة وعلّيّة تخزين وتراسًا على السطح مع "إطلالة رائعة"، حسبما ذكره ميليت.

ورغم أن المنزل صغير، إلا أن لديه قبوين يخضعان لإعادة تصميم، أحدهما يضم كهفًا كان يؤوي الماشية والآخر به فرن خبز قديم مدمج في الجدار ولا يزال يعمل.

أعمال التجديد على وشك الانتهاء

يقول ميليت: "كانت هناك حاجة إلى أعمال ترميم أساسية لإحدى القبوين، وقمت بتركيب أرضية خرسانية مسلّحة واستبدال النظام الكهربائي بالكامل".

ويضيف أنه نظرًا للمساحة الكبيرة التي يتمتع بها القبو، فقد قرر تحويله إلى مساحة معيشة تتضمن غرفة نوم إضافية، مع غرفة جلوس صغيرة مجاورة ستحتوي أيضًا على حمام ومرافق غسيل الملابس للمنزل.

وخضعت جدران المنزل الحجرية القديمة الخشنة إلى التبيض لإضفاء السطوع على المساحة

يضيف ميليت: "ينقصني فقط إضافة الحمام، والقيام ببعض الأعمال التجميلية الإضافية وشراء الأثاث، حتى أنتهي بالفعل".

وقد احتفظ ميليت بقطع البلاط القديم الأصلي وسيضيف بلاطًا عصريًا جديدًا لتزيينه.

وسيحصل الجزء الخارجي من المنزل على طبقة جديدة من الطلاء ويخطط لتبليط كل من شرفة السطح والدرجات المؤدية إلى باب المدخل الرئيسي.

ويقول ميليت إنه لا يسعه الانتظار حتى يستمتع أصدقاؤه بشرب الكوكتيلات على الشرفة وقت غروب الشمس، ثم تناول وجبة العشاء في المطبخ بالأسفل.

ويشير إلى أن هدوء لاترونيكو قد أسره، إذ تشكل تناقضٌ صارخا مع لوس أنجلوس الصاخبة.